مركز تقنية المعلومات

في التعليم العالي

كلمة وزير التعليم العالي والبحث العلمي في الملتقى الدولي العاشر للربط التقني للبنى التحتية الإلكترونية العربية في إطار البنى العالمية

كلمة معالي أ/ حسين علي حازب - وزير التعليم العالي والبحث العلمي

في " الملتقى الدولي العاشر للربط التقني للبنى التحتية الإلكترونية العربية في إطار البنى العالمية " المنعقد عن بعد خلال الفترة 15- 16 ديسمبر 2020م

برعاية المنظمة العربية لشبكات البحث والتعليم.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول البشرية سيدنا محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين،،، وبعـد:

سعادة الاستاذ الدكتور/ طلال أبو غزاله – رئيس المنظمة العربية لشبكات البحث والتعليم – رئيس الملتقى الدولي العاشر للربط التقني للبنى التحتية الالكترونية العربية في إطار البنى العالمية.

اصحاب المعالي الوزراء

السيدات والسادة المشاركون في الملتقى ممثلي الإتحاد الأوروبي والمنظمات العربية والدولية والشبكات الإقليمية والمحلية في الأردن .. وشبكات البحث والتعليم في أوروبا وأمريكا وأفريقيا وأسيا .. ومشروعي الربط التقني الأورومتوسطي والربط الأفريقي.

الحاضرون جميعاً كلٌ باسمه وصفته ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .... وأسعدتم بالخير صباحاً، وطابت أوقاتكم.

إنه لمن دواعي السرور والغبطة أن نشارك في ملتقاكم هذا في دورته العاشرة، والذي ينعقد - عن بعد – على مدار يومين 15 – 16 ديسمبر 2020م وبدء فعالياته يومنا هذا .. وبمشاركة فاعلة وواسعة من قبل كوكبة من الأكاديميين ، والباحثين ، والعلماء ، والخبراء ، وصانعي القرار من الحكومات والمؤسسات والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني .. وما لفت انتباهنا وشدنا إليه سعي المؤتمر لتطوير البنية التحتية العربية للبحث والتعليم ورفع كفاءتها، وإثراء البحث العلمي في البنى التحتية وتطبيقاتها وتعزيز استخداماتها لتعزيز المشاركة البحثية والوصول إلى المصادر الحوسبية تحديداً في ظل الأزمة غير المسبوقة لجائحة كورونا.

واسمحوا لي في البداية أن أتقدم بإسمي ونيابةً عن زملائي في حكومة الجمهورية اليمنية ومؤسسات التعليم العالي بخالص الشكر والتقدير والامتنان لسعادة الدكتور/ طلال أبو غزاله – رئيس الملتقى على الدعوة الكريمة التي بعثها إلينا للمشاركة في هذا الملتقى الهام .. وأتاح لنا شرف المشاركة والتواصل من خلال منصة المؤتمر والتحدث إليكم ومن خلالكم - عن بعد – مع الخبراء والعلماء من جميع أنحاء العالم، وإلى المجتمع العلمي العربي تحديداً، في هذه المرحلة الفارقة من حياة شعوبنا العربية، وتحت ظروف هي في غاية التعقيد، تحوطها الكثير من التحديات والصعوبات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية والتقنية وغيرها، وتتطلب الوقوف الجاد والتفكير وفق منهجيات علمية رصينة.

السيدات والسادة:

ما من شك أن قضية تطوير وتحديث مؤسسات التعليم الجامعي والعالي والبحث العلمي تُعد من القضايا المهمة التي تشغل اهتمام صناع القرار الإقليمي والدولي ومخططي السياسات التعليمية، لأن ذلك خياراً استراتيجياً ضرورياً لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للجامعات والمجتمعات ، كما تُعد مؤسسات التعليم العالي أحد أهم المقومات الأساسية لبناء الدولة الحديثة، باعتبارها معقلاً للفكر الإنساني في أرقى مستوياته، ومجالاً حيوياً للاستثمار، ومحركاً أساسياً في عملية استدامتها وشرطاً من شروط التنمية البشرية القائمة على اقتصاديات المعرفة، ويتحدد مستقبل الدول وتطورها بصورة رئيسية في أروقة هذه المؤسسات، الأمر الذي يتطلب ضرورة التطوير الاستراتيجي المستمر والمتجدد لها على مستوى الأهداف والبيئة.

وبما أننا في نهاية العقد الثاني للقرن الواحد والعشرين ديسمبر ـ 2020م ـ ونحن نعيش في عالم يتسم بالتنافسية الشديدة بفعل التأثير المتزايد والسريع لظاهرة العولمة، والانفجار المعرفي وثورة التكنولوجيا والتقنية، والثورة الاقتصادية التي انتجتها سياسة السوق المفتوح .. كل تلك العوامل شكلت تحديات استراتيجية أمام كل دول العالم بشكلٍ عام ـ والدول النامية والعربية بشكلٍ خاص، للحفاظ على بقائها واستمرارية تنافسيتها.

السيدات والسادة:

نحن نعتبر إنعقاد هذا الملتقى فرصة كبيرة بالنسبة لنا لننقل ومن خلالكم صورة ما يجري في وطننا الجريح - الجمهورية اليمنية والتحديات التي يواجهها نتيجة الحصار وأضرار وآثار جسيمة على البلد في مختلف جوانب التنمية، ومن أهمها:

تعرّض منها قطاع الاتصالات للتدمير بسبب ما يحصل لبلدي منذُ 2015م فهناك أكثر من 360 برجاً للاتصالات، و 1700 موقعاً خاصاً بالاتصالات، تعرضت للدمار وسبب ذلك خسائر في هذا القطاع بلغت تقديراتها الاولية مليارَي دولار، يضاف إلى ذلك التسبّب في وخروج ستة منافذ دولية للإنترنت عن الخدمة.. نتيجة انقطاع الكابل البحري في يناير 2020م ومنع إدخال أيّةَ أجهزة خاصة بتطوير الاتصالات اليمنية، واحتجاز مختلف التجهيزات الخاصة بالألياف الضوئية في موانئ خارجية، وأدى إلى توقف الأنشطة المرتبطة بالإنترنت،

كذلك تعرض قطاع التعليم العالي ومؤسساته التعليمية وعددها ( 55 ) مؤسسة حكومية وأهلية، تضم ما يقارب الــ ( 250 ) ألف طالباً وطالبة .. بلغت تقديراته الاولية أكثر من ثلاثة مليار دولار وفقاً لتقرير الأضرار الذي أعدته الوزارة في العام 2018م، بالتجاوز للقيم الإنسانية والقوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة التي تحرم استهداف المؤسسات التعليمية والأعيان المدنية .

هذا جزء من المعاناة التي يعانيها الشعب اليمني نتيجة للأوضاع التي لا تخفى على أحد منكم.

السيدات والسادة:

ندرك أننا قد أطلنا عليكم .. لكننا وجدنا من خلال ملتقاكم هذا النافذة التي أتاحت لنا المجال لنطلعكم على الأوضاع والتحديات التي نواجهها ويواجهها قطاع التعليم العالي ومؤسساته في بلادنا .. ومع ذلك استطاعت مؤسسات التعليم العالي الحكومية والأهلية الاستمرار في العملية التعليمية وتطوير برامجها وتجويدها، كما استطعنا تحويل التهديدات إلى فرص لتجويد مخرجات هذه المؤسسات ونحقق الكثير من الإنجازات المهمة في هذا القطاع والسعي إلى تجويد التعليم العالي وبرامجه من قبل مجلس الاعتماد الأكاديمي قبل حلول العام 2023م، والاهتمام بالبحث العلمي وربط أنشطته باحتياجات التنمية والمجتمع، وإنشاء منظومة الربط الشبكي للبحث العلمي، وإعداد بيبلوغرافيا الرسائل العلمية (50 عاماً) أي للفترة 1970م وحتى عامنا الحالي 2020م.

كما أٌقمنا المؤتمر الأول للتعليم الإلكتروني – الواقع والطموح – في 11/11/2020م بمشاركة كوكبة من الأكاديميين اليمنيين والعرب ودولة شقيقة وصديقة وكان من أهم ما خرج به هذا المؤتمر :

عمل شبكة انترنت داخلية للجامعات يتم ربطها كشبكة خارجية مع بقية الجامعات عبر الشبكة الوطنية (مزود الخدمة).

تفعيل تقنية جديدة من دورها توسيع النطاق وسرعة الأنترنت.

إعفاء قيمة تعرفة المحتوى التعليمي عبر شركات الاتصالات السلكية واللاسلكية.

التوجه نحو بناء شبكة سحابية وطنية.

تمنح شركات الاتصال اللاسلكية شرائح اتصال للطلاب ومنتسبي المؤسسات الحكومية تمكنهم من الوصول للمحتوى الالكتروني مجاناً أو بأسعار مخفضة.

وغيرها من الإنجازات.

أخيـــراً .. أيها السادة والسيدات .. سوف نتابع فعاليات مؤتمركم الموقر بوعي واهتمام، ونشد على أيديكم للتعاون والنهوض لما فيه خدمة الأمة العربية والانسانية ، ونمتلك تحدي وعزم لتحقيق التنمية والتطوير، وننتظر مخرجات هذا الحدث العلمي والمهني الهام، والتي تصبح غداً مشروعات عمل هامة يؤخذ ويحتذى بها.

بكم وبأمثالكم تنار الدروب للباحثين وللقيادات الإدارية والأكاديمية، والمتخصصون في المجال التقني والبحثي في المنطقة العربية، التي هي بأمس الحاجة لمثل هذه الفعاليات المميزة.

نجدد لكم الشكر على اهتمامكم ودعوتكم لنا للمشاركة .. متمنيين لمؤتمركم التوفيق والنجاح والخروج بتوصيات علمية وعملية ومن نجاح إلى أخر .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخوكم/ حسين علي حازب

وزير التعليم العالي والبحث العلمي

الجمهورية اليمنية - صنعاء